أزمة منتصف العمر هي واحدة من الأعراض المرافقة لمرحلة ما بعد الأربعين. في هذا المقال سنتعرف على أعراضها وسنعرض مجموعة من الطرق الفعالة، لتجاوز هذه المرحلة العمرية بسلام.
أزمة منتصف العمر وتساؤلات حول الماضي والمستقبل
تعتبر أزمة منصف العمر حالة نفسية قد تعتري الإنسان بعد خروجه من مرحلة الشباب. ولا يمكن اعتبارها مرضا نفسيا. بل هي أشبه بمرحلة جرد للإنجازات التي حققها المرء في مراحل حياته السابقة. وأيضا لنوع الحياة التي عاشها في النصف الأول من عمره. ويرى الخبراء أن أعراض هذه الأزمة عند النساء تكون أشد وطأة من أشقائهم الرجال.
في هذه المرحلة يبدأ نشاط الجسم في التراجع وقد تظهر بعض الالام التي تكن معهودة من قبل. وتبدأ علامات التقدم في السن في غزو مظاهر الجمال الخارجي للمرأة. هذا الأمر قد يولد شعورا داخليا لديها بأنها لم يعد مرغوبا فيها، ويجعلها عرضة للهواجس ومظاهر القلق.
أزمة منتصف العمر من وجهة نظر نفسية
ومن جانب نفسي بحث فإن تجاوز سن الأربعين يجعلنا أمام حقيقة ربما لم نستشعرها من قبل. مفادها أننا نملك عمرا محدودا. وأن نصف هذا العمر المحدود قد انقضى بالفعل.
لذلك فإن عدم الاستعداد الجيد لهذه المرحلة، وخصوصا من الجانب النفسي، قد يجعلها أكثر إيلاما وحدة. ومن الممكن أن تكون الشرارة الأولى لأزمة منتصف العمر بسبب تغيير هرموني، أو فقدان شخص عزيز أو انفصال أو تغيير مهني. إلا أن الطريقة التي تتمظهر بها هذه الأزمة تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.
أعراض أزمة منتصف العمر لدى المرأة
من أبرز مظاهر أزمة منتصف العمر نجد الارهاق البدني والحنين الزائد للماضي، والذي غالبا ما يكون ممزوجا بنوع من الندم على مجريات الحياة و على بعض القرارات الشخصية والمهنية. وكأن الأدوار الأسرية والمهنية التي قامت بها المرأة طيلة الفترة الماضية لم تعد مرضية بعد اليوم. وكأنها تصبح أكثر إدراكا لمبادئها، وأكثر قدرة على تحديد القرارات السابقة التي انجرفت بها بعيدا عن ذاتها الحقيقية، في سعي منها لإرضاء المجتمع من حولها.
ومن علاماتها أيضا الشعور بالملل، فخبرت المرأة المتراكمة عبر السنوات تجعلها أكثر قدرة على توقع عواقب المواقف. وأكثر فهما لتصرفات الناس ودوافعهم. ينضاف إلى ذلك الفقدان الغريب للإحساس بقيمة الإنجازات السابقة. فحتى مع النجاح المهني ووجود أطفال وأمن مادي، فإن كل ذلك يصبح بلا أي طعم، بل قد يتحول إلى مصدر للقلق، وكأن النجاح لم تعد له قيمة بعد الان.
طرق التعامل السليم مع أزمة منتصف العمر للسيدات
مع التقدم في العمر يبقى التغيير أمرا لا مفر منه. ولذلك فإن التصالح مع فكرة التقدم في السن هو سلاح المرأة الأول للنظر لهذا المنعطف بعين الرضا. والأهم من ذلك هو تقبل مشاعر الحزن أو الحنين أو حتى الغضب، ومحاولة فهمها بدلا من تجاهلها أو كبتها، لأن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وربما استمرارها.
ويمكن للمرأة في هذه المرحلة أن تتعلم مهارة جديدة أو تمارس الأعمال التطوعية لخلق روح من التحدي وتجديد طاقة العطاء لديها. كما أن اتباع نمط حياة صحي ومتوازن سيساعدها على تحسين حالتها النفسية وخلق روح من الحيوية والإيجابية.
وفي الختام تبقى أزمة منتصف العمر لدى المرأة أزمة مؤقتة من الضروري تقبلها والتعامل معها بإيجابية وروية، فلكل مرحلة عمرية ما يميزها عن غيرها ومن الحكمة تقبلها بإيجابياتها وسلبياتها، وبمعرفة أعراضها وسبل التعامل معها فإن تجاوزها يبقى مسألة وقت.