ماهي أصعب مرحلة في تربية الأطفال؟ سؤال يطرحه العديد من الاباء المهتمين بتربية أطفالهم بشكل سليم. حتى يكونوا على أتم استعداد للمرحلة الصعبة من تربية أطفالهم. في هذا المقال سنجيب باستفاضة على هذا السؤال المهم، وسنثري القارئ بمعلومات قيمة ستفيده بلا شك في رحلة تربية الأطفال.
مراحل النمو المعرفي للطفل
في مراحلهم العمرية المختلفة يخضع الأطفال لمجموعة من التغيرات على المستوى الجسدي والفكري والمعرفي. وتحدث هذه التغيرات بشكل تدريجي حتى سن المراهقة. وتقترح نظرية النمو المعرفي، لجان بياجيه، أن مراحل النمو المعرفي للطفل عبارة عن أربع مراحل مختلفة. أولها المرحلة الحسية الحركية من الولادة إلى عمر السنتين.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ما قبل العملية، والتي تمتد من السنتين الأولى إلى عمر السبع سنوات. حيث يبدأ التفكير الرمزي ثم الحدسي عند الطفل، وتميل سلوكياته ونظرته إلى المنطقية.
وتسمى المرحلة الثالثة مرحلة التفكير الواقعي، وتمتد بين سن السابعة والحادية عشرة. وفي هذه المرحلة يصبح الطفل قادرا على التفريق بين الماضي والحاضر وعلى المقارنة وتصنيف الأشياء حسب شكلها ونوعها.
المرحلة الأخيرة من مراحل النمو المعرفي للطفل هي مرحلة التفكير المجرد، من سن الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة، حيث يتطور التفكير المنطقي بكل تجلياته. ويصبح الطفل المراهق أكثر انغماسا في المجتمع. هذه التغيرات المعرفية تلعب دورا كبيرا في تحديد أصعب مرحلة في تربية الأطفال، من حيث المتطلبات والتحديات.
إقرأ أيضاً: 7 أغذية مفيدة لصحة طفلك
أيهما أصعب تربية الأطفال أم المراهقين؟
لم تجد الأبحاث فروقا كبيرة في مستويات التوتر بين اباء المراهقين واباء الأطفال الصغار. ومع ذلك يفيد اباء الأطفال الصغار بأنهم يقضون وقتا شخصيا أقل ويشعرون بمزيد من الإرهاق، في حين أنهم يحسون بسعادة ورضى أكبر في علاقتهم بأطفالهم مقارنة بآباء المراهقين.
ومع ذلك، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق الوالدين من حيث الرعاية، تكون أعلى في مراحل الطفولة الأولى. إذ يتطلب الأمر من الاباء التواجد حول أطفالهم بشكل دائم وهو ما يطلب وقتا أكثر وصعوبة أكبر في تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل.
من جهة أخرى وجدت الأبحاث أنه بينما يتطلب الأطفال الصغار احتياجات أكثر، فإن هذه الاحتياجات عادة ما يتم تلبيتها بالطريقة نفسها. بينما تكون متطلبات المراهقين أكثر تنوعا وصعوبة. بمعنى اخر، قد يكون الأطفال الصغار بحاجتك لوقت أطول لكن يكون من السهل في غالب الأحيان تلبية احتياجاتهم.
تحديات تربية الأطفال في العصر الحديث
رغم أن تربية الأطفال والمراهقين تختلف في التحديات والصعوبة التي تفرضها على الاباء، إلا أنهما يشتركان في الصعوبة التي تفرضها تحديات تربية الأطفال في العصر الحديث. فمع وسائل الاتصال الحديثة تراجع تأثير الاباء في تربية أطفالهم بنسبة كبيرة.
فبعد أن كان الأبوين هما مصدر المعرفة الوحيد لأطفالهم في المراحل الأولى من حياتهم، أصبحت لفيديوهات ووسائل التواصل والألعاب الإلكترونية مصدرا للمعرفة واكتساب العادات. والتي تكون في معظمها عادات سلبية للأسف.
وهذه التحديات أصبحت تفرض على الاباء تبني استراتيجيات جديدة، عن طريق ملئ وقت أطفالهم بالأنشطة الفعلية و ملئ أوقاتهم بما هو مفيد. ويمكن الاستفادة أيضا من بعض التطبيقات المفيدة للأطفال ولكن تحت إشراف أحد الأبوين. وينبغي على الأبوين أيضا احترام التغيرات التي حدثت على مستوى العالم، والتي غيرت مفهوم التربية بشكل كبير، ومواكبتها مع الحفاظ على أصول تربية الأبناء.
وفي الختام سواء تعلق الأمر بتربية الأطفال أو المراهقين يبقى لكل مرحلة إيجابياتها وسلبياتها. وحتى عند اجتياز أصعب مرحلة في تربية الأطفال، فإن التركيز على إيجابيات كل مرحلة سيجعلها ممتعة لك ولأطفالك.
المراجع:
Which Is Harder, Parenting Toddlers or Teenagers“، www.psychologytoday, Retrieved 6-2-2023. Edited