ما هي التغذية الصحية في الحمل؟
إن الحمل مرحلة عظيمة وحساسة في حياة كل امرأة، فهي بحاجة للانتباه إلى أدق تفاصيل حركتها وتغذيتها لضمان سلامتها وسلامة جنينها.
من الشائع في الكثير من الثقافات أن الحامل تتناول غذاءً لشخصين.. ما مدى صحة هذه المقولة؟ لنتعرف معًا.
ما أهمية التغذية في الحمل؟
إن التغذية الصحية أهم ما تقدمه الأم لطفلها خلال هذه الفترة. يجب دومًا السعي إلى تحقيق التوازن بين الغذاء الجيد الكافي لتوفير متطلبات نمو الجنين وتكوين أعضائه، وبين الزيادة المفرطة في الوزن التي تحمل مخاطر شتى أثناء الحمل والولادة.
هل التغذية في الحمل عن شخصين؟
من الخاطئ والخطر جدًا أن تتناول الحامل طعامًا يكفي لشخصين؛ فذلك يعرضها لمخاطر كسب الوزن والبدانة واختلاطاتها.
المعيار الأهم في مراقبة التغذية هو وارد السعرات اليومي؛ ففي الثلث الثالث تجب زيادة السعرات (إضافة إلى الوارد اليومي) بمقدار 340 كالوري يوميًا. في الحمل بالتوائم الثنائية تكون الزيادة 600 كالوري وَ900 في الثلاثية.
اقرأ أيضًا: هل الديرما بن ممنوع في الحمل؟
ما هي التغذية الصحية في الحمل؟
يجب ضمان تنوع المغذيات و توافر كمية كافية من الفيتامينات و المعادن التالية:
الحديد
النساء عمومًا في طليعة المرشحين لفقر الدم بسبب خسارة الدم الشهرية، ويتسبب الحمل في زيادة الحاجة اليومية من الحديد لتشكيل الدم الإضافي (دم الجنين والملحقات). الحاجة اليومية لغير الحامل 18 ملغ وترتفع إلى 27 ملغ يوميًا خلال الحمل.
الكالسيوم
نحتاج الكالسيوم لبناء الأسنان و العظام، وتعتمد الحاجة اليومية على العمر؛ 1300 ملغ يوميًا للأعمار تحت ال18، وَ1000 ملغ لمن هم أكبر من 19 عام. يتوافر الكلس في منتجات الألبان كالحليب والجبن؛ ويمكن اعتماد الحبوب واللوز والبروكولي كمصادر بديلة في حال عدم تحمل هذه المنتجات أو المشاكل الصحية المرتبطة بها.
الكولين
له أهمية خاصة في تكوين دماغ الجنين ومنع العديد من التشوهات. تبلغ الحاجة اليومية منه 450 ملغ، ويوجد في البيض والحليب والدجاج.
الأحماض الدسمة متعددة اللاإشباع Omega-3
مهمة لتشكيل دماغ الجنين ومن ثم الطفل الوليد. تتواجد في السمك والقرنبيط والبروكولي والفاصولياء.
يعتبر السمك مصدرًأ هامًا للكثير من المغذيات الهامة خلال الحمل، لكن بعض أنواع تحتوي على تراكيز عالية من الزئبق المتهم بإحداث العيوب الخلقية لدى الأجنة. من المهم تجنب هذه الأنواع والتأكد من بيئة تربية الأسماك ونظافة المياه والغذاء قبل تناولها.
فيتامين C
يعد أساسيًا لبناء العظام والعضلات وتقوية الجهاز المناعي للأم والجنين. تعتمد الحاجة اليومية منه على العمر (85 ملغ لمن هم أكبر من 19 وَ808 ملغ للأصغر). يشيع في العصائر لا سيما عصائر الحمضيات والفراولة ويمكن اعتماد الشكل الصنعي الموجود تجاريًا لتأمين وارد كاف.
فيتامين D
شريك أساسي للكلس في بناء العظام والأسنان، كما أنه يساعد في تشكيل بنية الجلد وحاسة البصر لدى الجنين.
الحاجة اليومية منه 600 وحدة دولية، ويوجد في الحليب وصفار البيض والسمك.
فيتامينات B
وَتشمل B1-B2-B3-B7-B6-B12-B9. من المهم تناول كميات كافية من لحوم الدجاج والكبد ومن الحبوب والموز لإشباع حاجات عائلة B.
B9
يملك فيتامين B9 أو حمض الفوليك أهمية خاصةً في الحمل، لأنه ضروري لضمان انغلاق الأنبوب العصبي لدى الجنين، والمسؤول بدوره عن تشكيل الدماغ والنخاع الشوكي. الحاجة اليومية للحامل 600 ميكروغرام يومياً لتجنب حصول عيوب الأنبوب العصبي، وبما أن الحصول عليه من الغذاء وحده صعب، فيقوم الأطباء بوصفه بشكل روتيني بجرعة 400 ميكرو غرام.
يجب أن تبدأ أي امرأة تخطط للحمل بتناول حمض الفوليك قبل شهر على الأقل من حدوث الحمل، وتستمر حتى الأسبوع 12 حملي.
اقرأ أيضًا كيف أعرف أنني حامل؟
تضاعف الجرعة عشر مرات لدى الأم التي لديها سوابق ولادة أجنة بعيوب في الأنبوب العصبي- الجرعة المطلوبة 4 ملغ يوميًا لثلاثة أشهر على الأقل قبل الحمل وثلاثة خلاله.
الماء
من المهم الحصول على وارد ماء كافٍ خلال الحمل، والعمل على تبنيها كعادة وليس فقط عند العطش-الهدف اليومي 8-10 أكواب.
إن الاهتمام بصحة طفلك داخل وخارج جسدك مسؤولية عظيمة وجميلة، وتحتاج منك عنايةً ومتابعةً مستمرة.
دمتِ وَجنينك بصحةٍ وعافية.