سأعرفك على فيتامين D وأشعة الشمس والعلاقة المرتبطة بينهما!
إنّ الزيوت الحديثة إذا تمّ عرضها على أشعة الشمس تكتسب خاصة الإشعاع، وتكون فيها الفيتامين د-D.
والسّمن النباتي غنيّ بهذا الفيتامين إذا كان من تحضير معاملنا حيث الشمس المشرقة، لتعرضه إلى نورها أثناء تجهيزه.
بينما السّمن النباتي المحضر في المعامل الأوروبية خالٍ من الفيتامين؛ لأن الشمس هنا قلما تصافح الوجوه، كما أنّ أكثر المعامل في منأى عن أشعة الشمس.
أشعة الشمس:
تترافق أشعة الشمس بحزمتين غير منظورتين؛ لأنهما لا تؤثران في العين:
تعرف الأولى باسم “الأشعة تحت الحمراء Infra Rouge” وهي التي تكسب الشمس خاصية الحرارة، فتبعث الدفء في كلّ من تلامسه.
وتعرف الثانية باسم الأشعة فوق البنفسجية “Ultra Violet” وهي التي تعطي ضياء الشمس الخاصية الكيميائية، فتقتل الجراثيم وتعقم الجو المحيط.
وهكذا تتألف حزمة الضياء من جزء متوسط ضيائي محض منظور، ومن جزئين جانبيين:
أحدهما في اليمين وهو كيميائي، وثانيهما في الشمال وهو حروري.
فوائد أشعة الشمس:
يولد نور الشمس الفيتامين من جسم الإنسان وفي النبات إذا لامسه، ويزيد في وزنه وفي قوته.
بينما يتوقف نمو الجراثيم وتراب الصحراء الذي يصافح أشعة الشمس يكون طاهراً نقياً.
وقد تمت ملاحظة أنّ المناطق الشمسية أو من بزغت الشمس في بلادهن عاد الطمث عندهن شهرياً طبيعياً.
كما أنّ أثر نور الشمس في النباتات معروف، إذ قلما تكتب الحياة لنبات أخضر ينبت في الظلام، حتى النباتات النامية في أعماق البحار وتستمد نورها من نور الشمس، والنباتات التي تنبت في المغاور والكهوف تتجه ذرى أعضائها دائماً نحو الفتحة المنيرة من الكهف لتتنسم من النور عبير الحياة.
وكذلك فإنّ نور الشمس يهب للنبات اخضراره المسمى «کلوروفيل» وبواسطة هذا الكلوروفيل يتمّ تكوين الفيتامينات بتماس أشعة
الشمس.
اقرأ أيضاً: الزكام أعراضه وعلاجه
علاقة أشعة الشمس بالفيتامينات:
أثبتت التجارب العديدة أنّ المواد الدسمة، وحليب البقر، واللبن المجفف تكتسب صفة الإشعاع، وتصبح غنية بالفيتامين د-D بعد عرضها على نور الشمس مدة ثلاثين دقيقة، فإذا زاد التعرض عن ثلاث ساعات تفقد هذه الخاصية الحيوية.
وبعد تكرار مئات التجارب على الحيوانات والإنسان، ثبت أن نور الشمس يؤثر في إهاب الإنسان، كما يحول مادة الستيرول الموجودة فيه إلى الفيتامين د-D الذي يمر إلى الدم ليتراكم في الكبد والطحال.
وهذا الفيتامين مثبت للكلس على العظام، ولهذا فإن محروم الفيتامينات في أول أشعة الشمس يستهلك ما ادخره في كبده وطحاله من الفيتامينات، فإذا نفذ المدخر وهنت قواه ولانت عظامه وتميّع دمه.
وزيت السمك المستخرج من كبد الحوت يعدّ من أقوى الأغذية والأدوية الغنية بالفيتامين المذكور.
فنور الشمس النافذ إلى مياه البحر يكسب النباتات البحرية الخضراء «الإشنيات» صفات الإشعاع..
فيتكون منها الفيتامين د-D الذي ينتقل إلى كبد الحوت؛ لاختزان الفيتامين الوفير الوارد إليه من هذه التغذية.
العلاج بأشعة الشمس:
للمعالجة طرق وأساليب لا يتسع المجال لذكرها:
- يستخدم نور الشمس في معالجة فقر الدم وهزال الجسم، إذ تبين أنّ وزن الخنازير والثيران المعرضة إلى نور الشمس يزداد عن مثيلاتها من الحيوانات الحبيسة عنه.
- ويعالج به بعض الآفات الجلدية كالقوباء والأكزما.
- وإنّ الفيتامين الطبيعي المجانيّ الناجم من تماس أشعة الشمس لإهاب الإنسان أجدى على المرضى من عشرات الأرطال من زيت السمك، أو من خلاصته التي ترهق المعدة وتفقد الشهيّة إلى الطعام.
- ويجب على الأمهات أن يتعلمن ضرورة عرض أطفالهن لأشعة الشمس قبل الظهيرة، وبأزمنة قصيرة تزداد يوماً بعد يوم، فذلك يقي الأطفال بعدها عراة من شر الكساح ويجنبهم خطر تقوس الساقين.
- وأنسب وقت للحمامات الشمسية هو الصباح المبكر، لتتكون بالتدريج لدى الشخص قدرة تحمل منظمة للارتفاع التدريجيّ في درجة الحرارة.
أما فترة الحمام الشمسيّ فتتوقف على حساسية الشخص، وعمره، ودرجة حرارة الجو، ويحسن ألا تتجاوز الساعتين يومياً.
ويجب خلالها وقاية الرأس والعينين والجزء الخلفي من الرقبة.
كما تلزم الحيطة عند الإحساس بحكة، أو ظهور طفح جلدي أحمر، لا يزول من تلقاء ذاته خلال ساعة واحدة هذا نذير يحتم إنقاص فترة هذه الحمامات، وبذلك نفيد من مزايا الشمس بلادنا.
الخلاصة:
إنّ نور الشمس لا يستغني عنه إنسان أو نبات أو حيوان فهو إكسير الحياة في كل حيّ، وهو سر الوجود في كل موجود.
