fbpx

معلومة

قصة لقاح الجدري والتضحية الفريدة

قصة لقاح الجدري والتضحية الفريدة

ما هي قصة لقاح الجدري؟

اللقاح وسيلة آمنة وفعالة ضد الكثير من الأمراض التي حصدت أرواح الكثير من البشر فيما مضى. يصعب تقدير التضحيات التي قدمتها البشرية ليصل العلم إلى ما نحن عليه اليوم.

سنتعرف في هذه المقالة على قصة تاريخية لعالمٍ ضحى بأغلى ما يملك لينقذ البشرية من وباء يفتك فيها (الجدري).. إنه إدوارد جينر أبو المناعة.

من هو إدوارد جينر؟ ما صلته بلقاح الجدري؟

إدوارد جينر مكتشف لقاح الجدري

طبيب إنجليزي استثنائي وعالم رائد في أبحاث الحيوان، عاش بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. لقب عالميًا بأبي المناعة، ويشتهر لإسهامه العظيم في اكتشاف لقاح الجدري، عبر تجربته على ابنه، وإنقاذ العالم من وباء فتاكٍ.

ما هو مرض الجدري؟

شكل شديد من الإصابة بالجدري

مرض فيروسي يسببه فيروس الجدري. يمكن أن ينتقل بالعدوى عبر التماس المباشر مع مفرزات المريض كالعطاس أو لمس القروح الجلدية، وملامسة الأغراض الشخصية كالأغطية والملابس.

الأعراض

بعد انتهاء فترة الحضانة (حوالي 14 يوماً) تظهر الحمى والصداع والآلام العضلية الشديدة والوهن العام. تبدأ بقع حمراء  بالظهور على الفم واللسان والوجه والذراعين والساقين، ويتلوها اليدين والقدمين والجذع خلال الأيام القليلة التالية.

تتحول البقع إلى بثور ويملؤها سائل شفاف، ثم تختلط بالإنتان وتمتلئ بالصديد. تجف وتتقشر خلال أيام وتترك مكانها ندوبًا دائمًا. قد تكون ندوب الجدري عميقة ومؤلمة وقد يختلط بإصابات عصبية وفقدان البصر.

Advertisements

ما معنى لقاح عمومًا؟ ما خطورته؟

اللقاح جزء من المادة الذيفانية للعامل الممرض (الفيروس أو الجرثوم) أو نسخة منه مضعفة أو مقتولة؛ يملك تأثيرًا مشابهًا للإصابة لكنه أضعف.

يحرض الجهاز المناعي في الجسم عبر تعرفه على العامل الغريب، فتتشكل استجابة مناعية ملائمة له. يحتفظ الجسم بهذه الاستجابة عبر كريات الذاكرة التي قد تبقى في الجسم مدى الحياة. عند التعرض للعامل الممرض في أي وقت آخر، ستتفعل كريات الذاكرة وتتشكل جبهة الاستجابة حالاً لتحمي الجسم.

تكمن خطورة أي لقاح في أنه يحوي عوامل ممرضة أو ذيفانات قد تسبب الوفاة. لذلك يجب تركيبه بدقة عالية ومراعاة الجرعة والتركيز الكافي لتحريض المناعة دون التغلب عليها. كما أن الأشخاص المضعفين مناعيًا بسبب الأورام أو الداء السكري أو الرضع أو غيرها من الأسباب غير مناسبين دائمًا لتحمل بعض اللقاحات.

ما هي قصة لقاح الجدري؟

عاش جينر في نهاية القرن الثامن عشر حيث انتشر الجدري كوباء قاتل، قضى على 10% من سكان الأرض دون القدرة على إيجاد لقاح أو علاج مناسب. لاحظ لدى فحصه إحدى الشابات اللاتي يعملن في حلب الأبقار أن الجدري لا يصيبهن كالآخرين. وعندما سأل إحداهن حول قصة ذلك أخبرته أنها أصيبت بجدري البقر cowpox  في طفولتها، فلن يصيبها الجدري مرةً ثانية..

تحرك فضول العالم لاكتشاف القصة الكامنة وراء هذا اللغز، وبنى نظريته القائلة أن الإصابة بجدري البقر كونت في الجسم استجابةً مناعية، قامت بحمايته من الإصابة بالجدري( مثل اللقاح).

أخذ جينر عينات من القيح من بثور المصابات بجدري الأبقار، واختار لحقنها طفلًا في الثامنة من عمره. راقب التغيرات الحاصلة في الأيام التالية، ولاحظ حدوث التوعك والحمى والقشعريرة. وَبعد أن تعافى الطفل قام بتعريضه لجدري البشر، واضعًا إياه رهنًا لخطر الإصابة و الوفاة –لأن الدواء لم يكن معروفًا بعد-.

و كانت النتيجة أن الطفل لم يصَب! وتحققت نظرية جينر حول تشكيل لقاح للمرض.

لكن المفاجأة في القصة تكمن أن الطفل المستخدم في التجربة كان جيمس فيبس ابنه الوحيد.

تخبرنا القصة أن جينر عرض ابنه للخطر وتكلف مخاطرة التضحية به لأجل إنقاذ البشرية، واكتشاف لقاح يحميها من الجدري. وشكلت أفكاره طليعةً في علم المناعة و التمنيع، فاستحق لقب أبي المناعة بجدٍ ومهارة.

 

 

Advertisements