إن السعي إلى تعلم لغة جديدة هدف سامٍ ، ومطلب حضاري هام جدًا..
يزخر سوق العمل اليوم بالوظائف التي تعتمد على المهارات المتقدمة بلغة أجنبية. إن الخبرة في المحادثة والكتابة بلغة عالمية –لا سيما الإنجليزية- إضافةٌ مهمةٌ إلى سيرتك الذاتية وملفات تقديمك إلى أي فرصة عمل أو منحة دراسية أو غيرها.
سنناقش في هذا المقال أهم الأفكار المساعدة في تعلم اللغات الجديدة ودمج المتعة مع الفائدة في سياقها.
-
الإرادة والتنظيم الذاتي في التعلم
أهم العوامل التي يجب أن تتوافر لديك في كل المراحل سواء اخترت دراسة اللغة الذاتية أو الانضمام إلى معهد أو مؤسسة تعليمية.
يجب أن تتحلى بالصبر والقدرة على التجاوب مع الظروف الصعبة وتجاوز العقبات. الملل وعسر الفهم والحاجة إلى التكرار والتوسع في البحث سترافقك غالبًا في بداية دربك.. لكن تذكر دائمًا أن كل الأمور صعبة في البداية ومع الوقت ستعتاد عليها وتكسب ودها وتجد طريقك لكسر الحاجز معها.
التنظيم الذاتي بند أساسي في أي نشاطٍ تقدم عليه! عليك أن تجلس مع نفسك وتحدد أهدافك وإمكاناتك وحد المرونة الذي تقدر أن تتعامل معه. تذكر أن التنسيق وَوضع خطة محكمة للزمان والغايات يساعدك على الالتزام أكثر ويضمن لك سرعة الإنجاز.
-
تعلم اللغة بكامل حواسك
إن تطوير أي لغة يقوم على أربع مهارات هي الاستماع والقراءة والكتابة والمحادثة، ويتم التركيز على تنمية كل منها بالتوازي في خطة أي منهجٍ دراسي، ويكمن دورك هنا في اكتشاف نقاط ضعفك والعمل على سدها، أي أن تحدد العثرات في كل مهارة وتحاول بتكرار التدريب أن تتجاوزها.
يبدأ الأمر برؤيتك للكلمة ثم سماعها ومحاولة نطقها وحث الذاكرة على استحضار أحرفها وكتابتها، و بذلك تترسخ الكلمات لديك أكثر مع تكرار مرورها.
-
استخدم الوسائل المساعدة في تعلم اللغة
قم بتجميع قائمةٍ من الكلمات الجديدة عبر كتابتها ورقيًا أو في ملفات حاسوبية، وأعد مراجعتها في أوقات متقاربة.
ابحث في الانترنت عن نصوصٍ مشابهة كمقالات أو مجلات أو روايات باللغة المطلوبة، ستجد صعوبةً في بداية الأمر لكن لا تستسلم!
استخرج المفردات الجديدة، وقم بتجميع المعلومات المهمة عنها من القواميس- تبعًا لكل لغة كالجموع المميزة أو تصاريف الأفعال وغيرها، قم بتحميل برامج الترجمة (القواميس) على جهازك الذكي، أو استخدم الورقية منها إذا كانت متاحةً لك أكثر- ستكون صديقك الوفي في كل المراحل!
-
أضف المتعة إلى تعلم اللغة
أدخل اللغة إلى الهوايات والنشاطات التي تسمتع بها. إذا كنت من محبي مشاهدة الأفلام والمسلسلات مثلًا؛ قم بتحميل النص المكتوب وأضفه إلى شاشة المشاهدة، ستجمع بذلك بين قراءة الكلمة ورؤية حركة الشفاه عند نطقها وسماعها-إضافةً إلى متعة المشاهدة!
يوصي البعض بأن تحاول صياغة الجمل بناءً على سماعك ثم تراجع النص للتصحيح، فلذلك أثرٌ سحري على تحسنك.
-
استخدم اللغة الجديدة في حياتك اليومية
حاول دومًا أن تنقل أي حوارٍ أو موقف يدور أمامك أو في ذهنك إلى اللغة الهدف، ثم تحقق من معنى ما صغته، ستضفي هذه الطريقة نتائج مهمة على فهمك ومهارتك في اللغة وعلى ثقتك بنفسك في التحدث؛ لأن تكرار المحاولة مع ارتكاب أخطاء أفضل بكثير من مجرد التردد والعزوف.
-
التعلم عبر التواصل مع أبناء البلد و توظيف اللغة
-
اقرأ أيضًا من هو العالم الذي ضحى بابنه لإنقاذ البشرية؟
سواء عبر وسائل التواصل المختلفة أو عبر برامج تعليم اللغات الناطقة بلغة أهل البلد.
الحديث مع أبناء البلد يكسر الحواجز، ويساعدك على سماع اللغة الصحيحة، والتعرف على ثقافات وحضارات العالم الآخر. تعتبر البرامج المجانية كاليوتيوب أو Duolingo فرصًا مميزة؛إذ تضع المعرفة مجانًا بين يديك أينما كنت.
إن العمل على تعلم اللغات مهارةٌ مميزة تقدم للآخرين صورةً راقيةً ومشرقة، و بندٌ هام في سيرتك الذاتية يزيد من فرص قبولك.. تذكر دوماً أن الجد والسعي ركنان أساسيان في أي مجالٍ تطرق أبوابه !